ما الفرق بين حساسية الأنسولين ومقاومة الأنسولين؟
يعد كل من حساسية الانسولين ومقاومة الانسولين وجهان لعملة واحدة، حيث أنه عند تناول وجبة تحتوي على كمية من الكربوهيدرات، تزداد نسبة السكر في الدم؛ مما يدفع خلايا البنكرياس إلى إطلاق هرمون الأنسولين في الدم.
- في حالة حساسية الأنسولين: يبدأ الأنسولين في مساعدة الخلايا على إمتصاص السكر من الدم؛ مما يؤدي ويساعد على خفض مستويات السكر في الدم.
- في حالة مقاومة الأنسولين: تتوقف الخلايا عن الإستجابة إلى الأنسولين؛ مما يضطر البنكرياس إلى إنتاج المزيد من هرمون الأنسولين؛ مما يؤدي إلى ارتفاع مستوي السكر في الدم.
ومما سبق نستنتج أن حساسية الانسولين تلعب دورا هاما في خفض مستوى السكر في الدم؛ مما يساعد في الحفاظ على صحة الجسم، فكيف يمكن حساب حساسية الأنسولين؟
حساب حساسية الأنسولين
يمكن حساب عامل حساسية الانسولين بطريقتين مختلفيتن، حيث:
الأنسولين العادي: استخدم قاعدة 1500، حيث تخبرك هذه القاعدة بمقدار انخفاض نسبة السكر في الدم لكل وحدة من الأنسولين العادي.
فمثلا عند تناول 30 وحدة من الأنسولين العادي يوميا، نقسم 1500 على 30 وهذا يساوي 50، أي أن وحدة واحدة من الأنسولين العادي ستخفض نسبة السكر في الدم بحوالي 50 مجم / ديسيلتر.
الأنسولين قصير المفعول: استخدم قاعدة 1800، حيث تخبرك هذه القاعدة بمقدار انخفاض نسبة السكر في الدم لكل وحدة من الأنسولين قصير المفعول.
فمثلا عند تناول 30 وحدة من الأنسولين قصير المفعول يوميا، نقسم 1800 على 30 وهذا يساوي 60، أي أن وحدة واحدة من الأنسولين قصير المفعول ستخفض نسبة السكر في الدم بحوالي 60 مجم / ديسيلتر.
كيف يساهم نمط الحياة في حساسية الأنسولين؟
يمكن للأشخاص الذين يرغبون في تحسين حساسية الأنسولين إتباع التغييرات التالية في نمط حياتهم:
1. ممارسة المزيد من التمارين الرياضية
تعتبر ممارسة المزيد من التمارين الرياضية إحدى الطرق لتحسين حساسية الأنسولين؛ حيث بعد مراجعة 11 دراسة موثوقة وُجد أن هناك ارتباط بين زيادة مستويات النشاط البدني وتحسين حساسية الأنسولين وأوصت المراجعة ببرنامج تدريبي منظم؛ وهو ما سيساعد في استهلاك بعض الجلوكوز في الدم، مما سيؤدي في الحفاظ على مستوى الجلوكوز طبيعي في الدم.
2. الجمع بين التمارين المختلفة
تشير مراجعة تم نشرها عام 2013 أن هناك أنواعا معينة من التمارين تزيد من حساسية الأنسولين أكثر من غيرها، وأوصت أن ممارسة الرياضة حوالي 30 دقيقة على الأقل لمدة خمسة مرات في الأسبوع، ويجب أن تشمل هذه التمارين تمارين الأيروبيك ثلاث مرات في الأسبوع وتمارين القوة مرتين في الأسبوع.
3. الحصول على مزيد من النوم
قد يؤدي الحصول على المزيد من النوم إلى تحسين حساسية الأنسولين، حيث أجريت دراسة شملت 16 شخصا بصحة جيدة لم يناموا لفترة كافية، قاموا بتمديد نومهم لمدة ساعة يوميا لمدة 6 أسابيع؛ وساعد هذا في زيادة حساسية الأنسولين.
تأثير النظام الغذائي على حساسية الأنسولين تشير الأبحاث ان إجراء تغييرات غذائية معينة يمكن أن يزيد من حساسية الأنسولين، مثل:
1. كربوهيردات أقل ودهون غير مشبعة أكثر
تشير الأبحاث الحديثة أن استبدال الكربوهيدرات بالدهون غير المشبعة، قد يحسن من حساسية الأنسولين لدى البعض. حيث وجدت دراسة أثر الأنظمة الغذائية المختلفة على المصابين بارتفاع ضغط الدم، والذي يعد عامل مهم في الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
واستنتج الباحثون أن تناول كربوهيدرات أقل ودهون غير مشبعة أكثر لمدة 6 أسابيع يحسن من حساسية الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت مراجعة أحدث عام 2018 أن إتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قد يزيد بالفعل مقاومة الأنسولين، خاصة إن كان الشخص لا يفقد وزنه أثناء إتباع النظام الغذائي.
في النهاية أجريت مراجعة شملت حوالي 102 دراسة أن استبدال الكربوهيدرات والدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة قد يحسن تنظيم نسبة السكر في الدم.
2. المزيد من الألياف القابلة للذوبان
تعتبر الألياف القابلة للذوبان أحد أنواع الألياف الغذائية التي تأتي من النباتات، وعلى الرغم من أنها نوع من أنواع الكربوهيدرات، إلا أن الجسم لا يستطيع تكسيرها بالكامل؛ ولذلك لا تحدث زيادة كبيرة في نسبة السكر في الدم.
وتساعد الألياف القابلة للذوبان في تأخير إفراغ المعدة، وهو الوقت التي تستغرقه الوجبة للدخول إلى الأمعاء الدقيقة، وأشارت دراسة أن هذا التأخير قد يساعد في خفض مستويات الجلوكوز في الدم بعد الوجبات، خاصة للمصابين بداء السكري النوع الثاني.
وتشير دراسة أخرى إلى أن تناول المزيد من الألياف القابلة للذوبان قد يساعد في التقليل من مقاومة الأنسولين لدى النساء.
3. الصيام المتقطع
يركز الصيام المتقطع على توقيت الوجبات بدلا من التركيز على النظام الغذائي، حيث أن بعد تطبيق الصوم المتقطع على عدد من الأفراد بتقييد السعرات الحرارية لمدة من 1 إلى 3 أيام في الأسبوع وتناول الطعام بحرية في الأيام المتبقية، وجدت الدراسة أن الصيام المتقطع ساعد في التقليل من مقاومة الأنسولين، لكن ما زال هناك الحاجة للمزيد من البحث.
هل المكملات الغذائية مفيدة في حالات حساسية الأنسولين؟
وفقا للأبحاث، فإن بعض المكملات الغذائية تساعد في التقليل من مقاومة الأنسولين وبالتالي التحسين من حساسية الأنسولين للأشخاص، ومن أمثلة تلك المكملات الآتي:
البروبيوتيك وأحماض أوميغا 3 الدهنية
قد يؤدي تناول البروبيوتيك (Probiotics)، وأحماض أوميغا 3 الدهنية (omega-3 fatty acids) إلى تحسين حساسية الأنسولين، خاصة لدي الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن.
حيث أجريت دراسة عام 2014 عن آثار البروبيوتيك (Probiotics) وأحماض أوميغا 3 الدهنية (omega-3 fatty acids) على حساسية الأنسولين لدى 60 فرد بالغ يعانون من زيادة في الوزن لكن يتمتعون بصحة جيدة.
أفاد الباحثون أن تناول مكمل البروبيوتيك أو أوميغا 3 لمدة 6 أسابيع ساعد في تحسن كبير في حساسية الأنسولين عند مقارنتها بعلاج بديل، وكانت الزيادة في حساسية الأنسولين أكبر لدى الأشخاص الذين تناولوا المكملَين معًا.
مكملات الماغنسيوم
قد تكون مكملات الماغنسيوم أيضا مفيدة جدا لدى الأشخاص الذين يرغبون في تحسين حساسية الأنسولين، حيث وجدت دراسات أجريت لأكثر من 4 أشهر أن هذه المكملات أدت إلى تحسين كبير في مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري وغير المصابين به.
ريسفيراترول
يعد ريسفيراترول (Resveratrol) مركب طبيعي موجود في جلد العنب، كما أنه متوفر كمكمل غذائي أيضا، حيث وجدت الدراسات أن تناول مكملات الريسفيراترول (Resveratrol) تحسن بشكل كبير التحكم في الجلوكوز وحساسية الأنسولين لدى مرضى السكري، لكن لم يجد العلماء نفس النتائج على الأشخاص غير المصابين بمرض السكري، لذلك ما زال العلماء يحتاجون المزيد من البحث.
في النهاية تعد حساسية الأنسولين المنخفضة مؤشر خطر للإصابة بداء السكري، لذلك يفضل ممارسة الرياضة بشكل جيد، الحصول على وقت نوم كافي، تناول أطعمة مفيدة مثل الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة، أو حتى تناول المكملات الغذائية، ويفضل دائما استشارة الطبيب عند حدوث أي تغيير في مستوى السكر في الدم.